باتت طالبة الثانوية العامة هديل ليلتها مرعوبة تنتظر ساعات الصباح لكي تتوجه إلى الامتحان النهائي وكأنه امتحان تقرير المصير, في الصباح ازاداد الرعب والفزع, وكانت تلاحق الوقت والدقائق والثواني حتى تتحصل على أكبر قدر من المعلومات في اللغة العربية لامتحانها الأول, للحظة شعرت أنها لا تتذكر شيئا من المنهج الدراسي الذي انكبت على مذاكرته ليل نهار, فبدأت تبكي بحرقة, ووالدتها وشقيقاتها يحاولن دعمهما وتثبيتها وتهوين الأمر عليها, وأن الأمور لا تحتمل كل هذا التوتر والرعب, «فطالما عملتي اللي عليكي ودرستي وتعبتي سيبي الباقي على ربنا» وخرجت هديل الى الامتحان وهى تجر قدميها جرا, ودموعها لا تزال تنهمر, وكلما اقترب وقت الامتحان وحانت ساعة الصفر لدخول القاعة زاد توترها وخوفها وقلقها وارتعدت أوصالها.
هذا الحال ربما أصاب 87,817 ألف طالب وطالبة توجهوا بالأمس لتقديم امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) في القاعات المُخصصة بالمدارس وذلك في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة, انها حالة توصيف للواقع الذي اصبح فيه الطالب مردوعاً, ويخشى نتيجة الامتحان, ويعيش معاناته كطالب ثانوية عامة, وزارة التربية والتعليم لها دور في زيادة حالة الرعب والفزع لدى طلاب الثانوية العامة, والاسرة التي ينتمي اليها الطالب والطالبة لها دور في ذلك أيضا, وثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده أيضا لها دور, انها كلها تمثل عوامل ضغط ورعب وفزع يعيشها طالب الثانوية العامة, فوزارة التربية والتعليم تعلن الاستنفار استعدادا للامتحان, وتوجه التعليمات بالمسموح والممنوع, وتحذر الطلاب من الغش وتستعين بالشرطة بإفراط لحماية المدارس التي يمتحن فيها الطلاب, وكأنك داخل على ثكنة عسكرية وهذا ينعس بالسلب على نفسية الطالب.